صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/65

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٦٥–


مرة أو مرتين . كنت رأيت مرة الآلة المصورة وعرفت كيف ترسم الصورة في زجاجتها ولم يسنح لى أن أستمد منها معنى خياليا حتى نزل بجواري في بعض البلاد أحد المولعين بها وتكررت ملاحظتى لها فريثما جال في خاطري معنى الخطأ في فهم الحقيقة هجمت على صورة الآلة والزجاجة فقلت

عذرتك اذ صورت في نفسك الهدى
ضلالا وصورت الضلال رشادا
فان زجاجات المصور تقلب الـ
سواد بياضا والبياض سوادا
***

قد يستمد الشاعر من غيره تخييلا يضيف اليه ما يوسع في نطاقه ولهذا ثلاثة أحوال (أحدها ) أن يكون الاصل من المعاني النادرة والزيادة تساويه في غرابتها أو تنقص عنه وهنا لا يكون صاحب الزيادة أرجح ممن أنشأ أصل المعنى قطعا اذ من المحتمل أن تنبهه لهذه الزيادة وادراجه لها في صورة المعني انما تيسر له من تلقيه لذلك الاصل الذي أقامه له الشاعر الاول بحيث لا يكون في قريحتـه

–٥–