صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/66

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٦٦–


فضل قوة على تحصيل هذا الأساس بنفسه ومثال هذا قول على الكوفي يصف النجوم

كأن التي حول المجرة أوردت
لتكرع في ماء هناك صبيب

وقول البارودي يصفها أيضاً

وكأنها حول المجر حمائم
بيض عكفن على جوانب مشرع

فلم يزد البارودي عما خيل اليك الكوفى سوى أن جعل تلك النجوم الواردة حمائم بيضاً ومن هذا القبيل قول المعتمد بن عباد يصف نهراً في روض

ولربما سلت لنا من مائها
سيفا وكان عن النواظر مغمدا

وقول أبي القاسم البخاري

والنهر شق بساط الروض تحسبه
سيفا ولكنه في السلم مشهور

فهذا البيت أخذ في ضمنه معنى البيت الأول وانما زاد عليه بأن السيف مجرد في حال السلم

( ثانيها ) أن يكون المعنى الاصلى غريبا وتكون الزيادة أدل منه على البراعة ، ويصح لك في هذا الحال أن تقضى بفضل الثاني اذ في يدك ما ينهض بالحجة على أن في قريحته قوة تمكنها من انشاء الصورة من أصلها ، ومثال هذا قول الخفاجي

كأن الدجى لما تولت نجومه
مدبر حرب قد هزمن له صفا