صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/67

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٦٧–


وقول البارودي يصف الليل أيضاً

متوشح بالنيرات كباسل
من نسل حام باللجين مدرع
حسب النجوم تخلفت عن أمره
فوحي لهن من الهلال بأصبع

فان كان البارودي قد تنبه الى تشبيه الليل بأمير حرب من بيت الخفاجي فقد زاد عليه ما هو أغرب منه أعنى ظنه أن النجوم تخلفت عن أمره ثم اشارته اليها بأصبع من الهلال

( ثالثها ) أن يكون الاصـل من المعاني التي تتناولها الفرائح لاول لفتة اذ أصبحت مبذولة ابتذال تمثيلك جميل الطلعة بالقمر والمقدام بالاسد ، ويسوغ لك بدون شبهة أن تعدد التخييل فيما یرجح به وزن صاحب الزيادة البديعة ، فالذين شبهوا الزهر بالدراهم كثير ولكن ابن زمرك أضاف الى ذلك ان جعل النسيم جابيا لها فقال

كأنما الزهر في حافاتها سحرا
دراهم والنسيم اللدن يجبيها

ومن المتداول تشبيه الاقاح بالثغور وقد بنى عليه ابن رشيق ان جعل الشمس ترشف منه ريق الغوادي فقال

باكر الى اللذات واركب لها
سوابق اللهو ذوات المزاح
من قبل أن ترشف شمس الضحى
ريق الغوادي من ثغور الاقاح

ومن المعهود تشبيه الليل بالغراب فتناوله عبد الرحمن