صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/69

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٦۹–


كأن الموج في الدأما رجال
وهذا القصر بينهم خطيب
نخاطبهم مبانيه فيعلو
من الامواج تصفيق رحيب

تيقنت ان الرجل قد ذهب في التخييل البديع الى الدرجة القصوى . فتشبيه الموج بالغنم هو أحكم من تشبيهه بالرجال متى نظرت اليه مستقلا ولكنك إذا راعيت ما انضم اليه من تشبيه القصر القائم على ضفة البحر بالخطيب وتلاطم الامواج بالتصفيق لم يكن في وقوعه على ذوقك أقل تأثير من تشبيهه بالغنم السائمة

ه

الغرض من التخييل

عادة النفس الارتياح للامر تشاهده في زي غير الذي تعهده به، والتخييل يأتيها من هذا الطريق فيعرض عليها المعاني في لباس جديد ويجلبها في مظهر غير مألوف

فللتخييل فائدة عامة لا تتخلى عنه وهي تحريك نفس السامع لتلقى المعنى بارتياح له واقبال عليه ولو كان من قبيل الحديث المألوف أو المعلوم بالبداهة . وانظر ان رمت الثقة بهذا الى قول الشاعر

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا
وسالت بأعناق المطي الاباطح