صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/7

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٧–


التخييل عند علماء البلاغة

ينقسم التصرف في المعاني على ما يقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني إلى تحقيق وتخييل . والفارق بينهما أن المعنى التحقيق مايشهد له العقل بالاستقامة وتتضافر العقلاء من كل أمة على تقريره والعمل بموجبه كقول المتنبي

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم

فمعنى هذا البيت مما تلقاه العقلاء بالقبول . ووضعوه مقدمة ما يتنافسون فيه من الحكم البالغة ، وكذلك اتخذه الأمراء الراشدون قاعدة يشدون بها ظهر سياستهم . ويستندون اليها في حماية شعوبهم ، ومن الذي يجهل أن حياة الامم انها تنتظم بالوقوف في وجه من يتهافت به السفه على هدم شرفها والاستئثار بحقوقها ؟

والتخييلي هو الذي يرده العقل ، ويقضى بعدم انطباقه على الواقع أما على البديهة كقول بعضهم

لولم تكن نية الجوزاءخدمته
لما رأيت عليها عقد منتطق