صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/71

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–۷۱–


والكواكب والبرق والسحاب والرياض والأنهار . والمقلة والثغر والقلم والدواة ، أو حال الرجل من كرم وشجاعة وعلم وغيرها من الخصال اذ يصح أن يقال ان التخييل قد عرض على السامع هذه المعاني في صور حديثة . وأما الوقائع والأحوال المجهولة فلم يعرفوا لها صورة من قبل حتى تعد الصورة الخيالية جديدة وتحدث في النفس لذة زائدة عن لذة العلم بأصل المعنى

والجواب ان المعنى الذي تتلقاه من الشاعر دون أن تسبق لك معرفة به قد يلقيه اليك بوجه صريح ثم يدخل به في الخيال كما هي الطريقة الشائعة في التشبيه والتمثيل ، وعد التخييل في هذا صورة جديدة بالنسبة الى الصورة التي نقشها التصريح أو لا مما لا تعتريك فيه شبهة

وقد يلقيه لأول الخطاب في صورة خيالية وهذا مما يصح عده في الصور المستجدة اذ للمعاني صور أصلية وهي التي ترتسم في النفس لأول ما تدرك المعنى بمشاهدة أو وجدان فالنفس تشعر حال تلقيها للصورة الخيالية ان للمعنى الذي تحمله تلك الصورة صورة أخرى هي الصورة البسيطة التي يعبر عنها بالقول الصريح

ولعلك تقول بعد هذا ان صور المعاني تختلف ما اختلفت العبارات سواء كانت تصريحية أو تخييلية فالصورة التى يعطيها