صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/72

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–۷۲–


قولك : زيد يكتب ، غير الصورة التى يفصح عنها قولك زيد خط بالقلم على القرطاس ، وكل منهما صريح لا مدخل فيه للخيال واذا كان التخييل يلذ للنفس من جهة انه يكسو المعنى لباساً جديداً فيمكن لنا أن نصوغ للمعنى عبارة صريحة غير التي يعرفها المخاطب فيأخذ بها صورة جديدة ، ولا يفوز التخييل بهذه الفائدة ويختص بها دون التصريح

والجواب ان الصور التي تنشأ من العبارات الصريحة وان تفاوتت في مواقع البلاغة واختلفت بالايجاز والاطناب لا تعـد كما تعد الصورة الخيالية غريبة عن المعنى المراد ، ألا ترى انك تعرض المعنى الواحد في صور خيالية متعددة والشعر واحد فيجد السامع عند كل صورة داعية لذة ، ولو ألقيت المعنى في عبارة صريحة ثم بدا لك أن تخرجه في عبارة أخرى تشاكلها في الصراحة والمخاطب واحد لقيت في نفس المخاطب سآمة لانك لم توافها بصورة غريبة تخيل بها انك تعبر عن معنى غير ما ألقيته عليها أو لا


فلا أنكر ان الصور في العبارات الصريحة تتفاوت بحسب اختلاف العبارات في كيفية تأليفها ومقدار ما تشتمل عليه من المعاني الزائدة عن أصل المراد وان هذا الاختلاف هو الذي يجعلها متفاضلة في مقامات البلاغة وانما أذهب الى ان تلك الصور