صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/73

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–۷۳–


وان أحكمت نسقها وأضفت اليها من المعاني ما يرتفع به شأنها لا تهيج في نفس السامع هزة الطرب التي تثيرها العبارات الخيالية

فالعبارات الخيالية تشارك العبارات الصريحة في جودة نسجها واشتمالها على المعاني الى ترقى بها في مدارج البلاغة وتزيد عليها باراءتك المعنى في صورة بديعة تتعشقها النفس وتهتز لوقعها طربا

ثم أن التخييل لا يخلو في أكثر أحواله من صوغ المعنى في صورة ما تكون معرفة المخاطب له أقوى وفهمه اليه أسرع وهذا مما يجعل أنس النفس أوفر ، وارتياحها له أكمل

ولا أحسبك تقع من هذا الوجه في شبهة أو تقف في حيرة حين ترى الوجه السابق يقتضي أن لذة التخييل جاءت من غرابة الصورة وهذا يقتضى أن انبساط النفس لها جاء من جهة ألفها وكثرة التردد عليها فان غرابتها بالنظر إلى المعنى المراد لا تنافي أن تكون معرفتها بهيآتها أو عناصرها أجلى لدى المخاطب في ذاتها ، فالشاعر الذي يقول

كان شعاع الشمس في كل غدوة
على ورق الاشجار أول طالع
دنانير في كف الاشل يضمها
لقبض فتهوى من فروج الاصابع