صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/74

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٧٤–

قد خيل اليك حال تدفق الاشعة وقت الغداة وتجليها
على الاوراق بصبغتها الصفراء في صورة دنانير يضم عليها الاشل
يده ليقبض عليها فتنساب من بين أصابعه متساقطة الى الارض
وهذه الصورة بالنظر الى مساق الحديث وهو حال الاشعة غريبة
ولكنها فى نفسها جلية إذ السامع للبيتين وان لم يشاهد من
قبلهما دنانير تتناثر من يد الاشل فان المواد المؤلفة منها الصورة
كالدنانير ويد المرتعش من أوضح معلوماته
وللتخييل بعد هذا أغراض خاصة يرمي اليهاالادباءويتفاوتون
فى التمكن منها ولا يسع هذا المقال سوى أن نلم بمهماتها فنقول
قد يقصد الشاعر من التخييل تقوية الداعية الى الاخذ
بالشىء حيث يصوره بصورة مالا يستغني عنه كما قال بشار
فلا تجعل الشورى عليك غضاضة

فان الخوافي قوة للقوادم

ضرب المثل للشورى فى تثبيت الرأى واقامته على وجه
السداد بالخوافى من الجوانح حيث تساعد القوادم على الطيران،
وهذا التمثيل يلقى فى نفس السامع انه محتاج الى الشورى حاجة
القوادم الى الخوافي ويؤكد داعيته الى العمل على سنتها
أو الحث على الثبات والصبر على الامر حيث يخرجه في مثال