صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/75

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٧٥–

مالا يمكن بطبيعة هذه الحياة الخلاص منه كما قال بشار أيضًا
اذا كنت في كل الامور معاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحـداً أوصل أخاك فانه

مقارف ذنب مرة ومجانبه

اذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

فالابيات مسوقة في الارشاد الى تحمل ما يصدر عن الاخوان
من جفاء أو هفوة فضرب لهم المثل بالمشارب حيث لا مندوحة
للانسان عن ورودها وهي لا تصفو له سائر حياته بل يصادفها
في بعض الاحيان كاشفة له عن وجه كالح وماء كدر. ولا يسعه
في حال الظمأ الاالشرب منها، واغضاء الجفن عن أقذائها، فهذا
التمثيل يريك انك لا تستطيع أن تعيش مستقلا عن الاخوان
وان ليس في طبيعتهم أن يسيروا في مرضاتك بحيث لا تلاقي منهم
طول حياتك الا ما يلائم طبيعتك ويوافق بغيتك، ومقتضى هذا
أن تشد يدك بعرى صحبتهم وتغضى عما يعرض لهم في بعض
الأوقات من جفاء أو يزلون فيه من عثرات
أو التحذير مما يرغب فيه كما قال ابو نواس