صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/77

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٧٧ -

والاخفاء عن أعين من ألفوه والفهم قد ابتليت بمثله الكواكب
فلم يمسها بنقيصة ومنيت به السيوف فلم يضع من قيمتها فتيلا
ورام بعد هذا تخفيف ما عساه ان يساور قلبه من لوعة الحنين
الى الوطن. والهم بما طال عليه من الأمد، فأقام له مثالا من
حال الماء حيث يكون مذاقه في فم من بعد عهده به -- وهو
الظمآن – ألذ وأشهى
ومما صنعت في غرض التسلية

بثثت شعاع علمك في نفوس
تسوق اليك ما استطاعت حتوفا
كذا الاقمار تكسو الارض نورا
ولولا الارض ما لقيت خسوفا

أو ازالة ما يخالط النفس من النفور عن الأمر أوعده عيباً
كما قال الفرزدق

تفاريق شيب في الشباب لوامع
وما حسن ليل ليس فيه نجوم

ضرب المثل للشعر الأسود تتخلله شعرات من الشيب بحال
ليل داج تتألق في سمائه الكواكب لخيل ان الشيب مما يحدث
في الخلقة حسناً ويزيدها بهجة حتى يضع الانس به مكان التجافى
عنه. ومن هذا القبيل قول قابوس

يا ذا الذي بصروف الدهر عيرنا
هل عاند الدهر الامن له خطر
أما ترى البحر تطفو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قعره الدرر