صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/80

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۸۰-


لا يألف العز شعبا لج في وسن
من الخلاءة لا مسمى ولا أملا
كالدر يزهو على صدر الفتاة وان
دب النعاس الى أجفانها اعتزلا

ومن الدواعي الى التخييل تخصيص بعض السامين أو
القارئين بفهم المعنى اما لفضل ألمعيته أو لأن في يده من القرائن
المساعدة له على الفهم ما ليس في يد غيره فلو حاورك انسان في أمة
من الناس أقاموا على فريق من أموالهم رقباء فأردت أن تذكر
له ان أولئك الرقباء لم يحرسوها بعين الامانة حتى تناولها قوم
ملأوا منها حقائبهم ونثروها في سبيل شهواتهم فكتبت اليه على
مثال ما كنت قلت

یاریاضًا خانها الحراس إذ
غرقت احداقهم في وسن
سرقت ريح الصبا منك شذى
طاب وانسابت به في الدمن

لم يستطع فهم ما أردت من الكلام الا من دارت بينك وبينه تلك المحاورة
وقد يذهب الشاعر الى التخييل لقصد التهكم كما قال المعرى
يتهكم بمن يحكى ان أول من شاب ابراهيم عليه السلام

ما أقبح المين قلتم لم يشب أحد
حتى أتى الشيب ابراهيم عن أمم
كذبتم ونجوم الليل شاهدة
أن المشيب قديمًا حل في الامم

فكأنه يقول هذه الرواية الملفقة ليست أهلا لان تقابل بغير