صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/82

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۸۲-
                   اطوار الخيال


اطوار الخيال

كان العرب في الجاهلية يعيشون في مواطن لا يشهدون
فيها غير مناظر فطرية كالكواكب وبعض النبات والحيوان
أو مرافق حيوية ووسائل حربية كالرحى والجفنة والرمح
والحسام ولصفاء قرائحهم وسلامة أذواقهم أضافوا إلى هذه
الحقائق ما يخطر على ضمائرهم ويدركونه بحاسة وجدانهم من
المعاني التي لا تنالها الحواس الظاهره كالغضب والرضاء والبغض
والمحبة ونسجوا على مثال التخيل صوراً بديعة
وإن رأى المدنى اليوم أن معظم تلك الصور من التخيلات
القريبة فعذرهم في ذلك انهم لم ينفذوا في مسالك الفلسفة ولم
يعودوا أنفسهم التنقيب عن المعاني الغامضة وانما كانوا ينطقون
بالشعر على البداهة، فمن وقفت له على معنى رائع كقول النابغة
يخاطب النعمان بن المنذر

وانك كالليل الذي هو مدركي
وان خلت أن المنتأى عنك واسع