صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
-٨٤-

شق النسيم عليه جيب قميصه فانساب من شطيه يطلب ثاره فتضاحكت ورق الحمام بدوحها هزأ فضم من الحياء رداءه ثم بزغت شمس الاسلام وكان من أساليب القرآن في الدعوة أن ضرب الامثال الرائعة وصاغ التشابيه الرائقة والاستمارات الفائقة والكنايات اللطيفة ، ويضاف إلى هذا ما كان ينطق به الرسول عليه الصلاة والسلام من الأقوال العلاقة بالامثال والاستمارات والكنايات التي لم تخطر على قلب عربى قبله ، فكان مطلع الاسلام مما زاد البلغاء خبرة بتصريف المعانى وتر في بهم إلى منزلة سامية في صناعة التخييل أخذ الخيال يتقدم بخطوات أوسع مما كان يسير به في الجاهلية ولكن الادباء الى أواخر عهد الدولة الاموية لم يبعدوا عن طرقه المعهودة ويغيروا أساليبه تغييرا يشعر به كل أحد ، فلو قال قائل ان عبد الله بن الدمينه أو عمر بن أبي ربيعة أو جميل أو كثير شاعر جاهلي لم يكن لك أن تدخل الى مغالبته و ابطال دعواه باقامة الحجة من مناهج نخيلاتهم كان نجلب له .