صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/101

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۷ إن الدعوة إلى التناصح والتآزر مؤكدة مشددة في القرآن الكريم : ولكن الأحاديث النبوية تعود إلى توكيدها وتشديدها في خطاب الخاصة والعامة ، وجماعها قوله صلوات الله عليه : « لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم » . بيان للعمل وأثره في الحالتين ، فالناس بخير ما تذاكروا وتشاوروا وتواصوا وتعاونوا ، فإذا فرطوا في شيء من ذلك فقد تولاهم شرارهم فلا تستجاب فيهم دعوة الأبرار . . والمجتمع الذي يؤر كل فرد فيه بهدايته والاستماع لمن بهديه غنى بالديمقراطية الاجتماعية عن كل نظام من نظم الديمقراطية السياسية ، لأن الأمة كلها في ذلك المجتمع حاكمة محكومة، وآمرة مأمورة ، وناهية منهية ، فلا محل فيها لطغيان أو استئثار أن يتصدى أصغر هذا مع الملأ وقد كان من اليسير في الخلفاء الراشدين الناس لتذكير أكبر الناس ، وكان أشدهم بأساً عمر بن الخطاب ، فكان يستدعى إليه من يزجرونه ويذكرونه ويقول على ا رحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا » ويحمد الله أن يكون في الأمة من يقوم الخليفة بسيفه إذا رأى منه عوجاً ، وينهى الناس عن المغالاة بالمهور فتتلو امرأة عليه الآية : « وإن أردتم استبدال زوج مكان زوح وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً ، فيتقبل منها الزجر ويقول مسترجعاً : « كل الناس أفقه منك يا عمر » كان هذا في عهود الخلفاء الراشدين عامة ؛ فكان الناس يرونه ويسمعونه ا. عقراطية في الإسلام