صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/103

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عملهم ، ولكن السلطان توعدهم بالتعذيب لتقصيرهم في خدمتهم ، فقال المفتى : هذا جائز . لأن التعزير مفوض إلى رأى السلطان . وحدث في مصر على أيام الملك الكامل أنه أراد أن يؤدى شهادة بين يدي القاضي شرف الدين محمد بن عبد الله الإسكندري فأبى القاضي شهادته متلطفاً في الاعتذار ، وقال له : إن الملك يأمر ولا يشهد . فأصر الملك على الشهادة وقال : بل أشهد . فهل تقبلني أو لا تقبلنى فلم يسع القاضي إلا أن يصارحه برأيه وأجابه : كيف أقبلك وعجيبة - المغنية - تطلع عليك بجنكها كل ليلة وتنزل وهي تمايل سكري . . . فشتمه الملك بكلمة فارسية أعلن القاضي بعد سماعها أنه اعتزل القضاء وانصرف لا يلوى على أحد . فذهب إليه الملك يسترضيه خوفاً من إشاعة الخبر ، وأعاده إلى خير مما كان عليه . .

۹۹ وقد كان من علماء مصر من يجبه طغاة المماليك إذا جاروا على الناس في طلب المال ، فإذا اعتذروا بالحاجة إلى الصرف في شئون الحكم قالوا لهم : بل عليكم أن تعيشوا كما يعيش الناس وتنفقوا كما ينفقون ، وليس لكم أن تسلبوا المال لتنفقوه على القصور والحواري وآنية الذهب والفضة ، وتستمروا به البذخ الذي يغضب الله ويثقل على خلق الله .

C ومن حق المؤرخ أو الباحث في شئون الاجتماع أن يتعرف الحقائق في هذه الزواجر ويستقصى أسباب فعلها ودواعي نجاحها في قمع الطغاة وتخويف من لا يخافون من خالق أو مخلوق ، فالسلطان