صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/104

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سليم - ويريد الكامل كان وأمراء م كان يحسب ذلك الحساب لرجال الدين لأنه كان يطلب الخلافة أن خلافته العثمانية على بقايا الخلافة الفاطمية ، والملك يعلم مكانة القاضي الإسكندرى ويخشى أن تشيع عنه قصة المغنية إذا شاع نبأ اعتزال القاضي ولا بد أن يشيع ، المماليك كانوا يعلمون أن فتاوى العلماء تخلع السلاطين في عهدهم فضلا عن الولاة ، ولكن هذه العوارض تتكرر في كل زمن وفى كل أمة وليس من اللازم أن تكون كل دعوة إلى المعروف أو إلى النهي عن المنكر مقبولة لأن القابلين لها يعرفون المعروف وينكرون المنكر ، وإنما اللازم دون غيره أن تكون للدعوة قوتها وأن يكون الداعي قديراً عليها موثوقاً بنزاهته فيها ، وهي ولا ريب تصيب في كل آونة ، وتنفع المجتمع في كل دولة ، ولكن الآفة أن يكون تقصير الولاة مقروناً بتقصير الدعاة 6 ( هذه الوظيفة الكبرى هي حياة المجتمع التي لا تعدلها حيل السياسة في اتقاء الفتنة وصيانة الدولة ، وشرعها في الإسلام مقصود به منع الفتنة لا التحرش بها والتطوع لإثارتها : « واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم » فإن لم تكن دعوة ولا اتقاء فتنة فهناك خطر الأخطار وولاية الأشرار ، وصدقت نبوءة النبي حيث يقول : خاصة ه لتدعون إلى المعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم (