صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيأتى بحزمة حطب فيبيعها فيكف الله بها وجهه خبر له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه » . والحقوق موفاة لذويها ، فلا مطل في الدين ولا نكران للمعروف ، ولكنه وفاء على المودة والمعونة لا على البغضاء والشحناء ، فمن البخل المذموم أن يغلو المرء في مقاضاة غريمه و : « حسب امرئ من البخل أن يقول آخذ حقى كله ولا أدع منه شيئاً » و« من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش القيامة » . وعلى المؤمن أن يكون من « الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس » لأنها صفة القوى القادر وليست بصفة الحبان الخائف ، إذ « ليس الشديد بالصرعة . إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب » واشتملت السنة النبوية على تفصيلات من هذه الآداب الأخوية لم تخرم شيئاً مما يحسن بالمرء في مجلسه أوقيامه : « فنهى عليه السلام أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما » وقال : « ه يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير ، والراكب على الماشي » .

وعلى توكيد الصدق في آيات الكتاب وأحاديث النبوة قال عليه السلام في الإصلاح بين الناس : « لا أعده كاذباً الرجل يصلح بين الناس ويقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح ، والرجل يقول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها » والرفق بالناس مطلوب حتى في أداء الفريضة و « إذا أم أحدكم