صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/108

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TESS الناس فليخفف ، فإن فيهم الصغير والكبير ، والضعيف والمريض ، وذا الحاجة . وإذا صلى لنفسه فليطول ما يشاء » . وتمام الأدب أن يلتزمه الإنسان مع خادمه على طعامه : « إذا جاء خادم أحدكم بالطعام فليجاسه ، فإن أبى فليناوله » وقوام هذه الآداب كلها في الأحاديث الشريفة أن « الحياء زينة » وفى الكتاب الكريم : « خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين » . إن وقائع التاريخ تروى لنا المئات من المواقف التي اتبعت فيها هذه الآداب عملا ً عن طواعية ومحبة، ولم يكن قصاراها أنها أمر ونهى باللسان أو حض على المثل الأعلى الذي يطلب ولا يدرك بين الناس . كانت الديمقراطية المثالية في آداب السلوك والمعاملة هي شرعة الواقع في عهد النبي وخلفائه وتابعيه كان عليه السلام لا يميز في مجلس ، ويجيء الغريب فيسأل : محمد بن عبد الله ؟ فيقول صلوات الله عليه : قد أجبتك من منكم فيعرفه بجوابه عليه وأراد كعب بن زهير أن يعرفه في مجلسه لينشده قصيدته في الاعتذار إليه ، فوصفوه له بأوصافه وبمن يجلس على مقربة منه وكان الخليفة الأول يحلب لحاراته الضعاف ، وينزل عن ثروته G وعن تجارته ليحتسب الخدمة بما دون الكفاية وكان عمر بن الخطاب يبادل خادمه الركوب مرحلة بمرحلة ،