صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/119

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( ه ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، فإن الحق قديم لا يبطل ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل و الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يباغات في القرآن العظيم والسنة . ۱۱۵ ثم اعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور عند ذلك ، فاعمد إلى أحبها وأقربها إلى الله تبارك وتعالى وأشبهها بالحق « اجعل للمدعى أمداً ينتهى إليه ، فإذا أحضر بينة أخذ بحقه ، وإن عجز عنها استحلات عليه القضاء ، فإن ذلك أبلغ في العذر وأجلى للعمى ه المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا محدوداً في قذف أو ظنينا في ولاء أو قرابة أو مجرباً عليه شهادة زور فإن الله تعالى تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات إياك والغضب والقلق والضجر والتأذى بالناس » - e

وقد سن عمر مبدأ استقلال القضاء عن كل سلطان حتى سلطان الإمام الأكبر ، وسأل رجلا ً له قضية : ما صنعت ؟ فقال الرجل : قضى على بكذا . قال عمر : لو كنت أنا لقضيت بغير ذلك : قال صاحب القضية : فما يمنعك والأمر إليك ؟ فقال عمر : لوكنت أردك إلى كتاب الله أو إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لفعلت ،