صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/123

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مع الأجانب وقد اتسعت حرية الحكومة الإسلامية للأجانب عنها فأمنوا في كنفها على أرواحهم وعقائدهم وأموالهم ، وأبيح لهم من حقوق الضيافة أو الإقامة مالا يباح اليوم لأجنبي في عرف الحضارة الحديثة ويتضح سبق الحضارة الإسلامية إلى هذه السياحة من الدول العصرية للنازلين في بلادها من الأجانب المسالمين أو الأجانب المتهمين ، ولا سيما في أيام الحروب أو أيام الخطر والشك بين الدولة ومن تخشى عدوانهم أو يخشون عدوانها معاملة فقد تحظر الدولة على الأجنبى أن يدخل بلادها ، وقد تأذن له بدخولها إلى أمد محدود ثم تخرجه منها قهراً إذا لم يخرج باختياره ، ولا يحق لدولته أن تحتج على إخراجه ، وتستبيح الدولة لمجرد الخوف والاشتباه أن تنفى الأجانب النازلين في كنفها أو تحجر على حركاتهم وتخضعهم للرقابة والتفيش من آونة إلى أخرى ، وهم على كل حال مفردون بمعاملة خاصة بين أصحاب الحقوق الوطنية فليس لهم نصيب كبير أو صغير منها وينبغي أن نذكر إن الإسلام كان خليقاً أن ينظر إلى الأجانب المحيطين به والنازلين بين أهله نظرته إلى الأعداء المتربصين به في كل . . ۱۱۹