صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/133

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

L 0 وقبل أن نلخص أحوال الجهاد في الإسلام نلقى بنظرة عاجلة على الأسباب التي تتخذها الدول في عصرنا هذا مسوغات لإعلان العداء واستباحة القتال ، ونذكر منها ما اتفقت عليه وجعلته عرفاً معدوداً في ولا نذكر الفلتات التي تأتي عرضاً ولا يجرى عليها ی السوابق المرعية قياس 6 = ۱۲۹ فقد رأينا دولا ً تفرض على بعض البلاد أن تفتح لها أسواقاً للتجارة وإلا فتحتها عنوة بمفردها أو بالاتفاق مع غيرها ، ورأينا دولا ً تقتحم البلاد وهي تدعى أنها تفتحها للحضارة وتؤدى فيها أمانة الرجل الأبيض ورسالة التقدم ، ورأينا دولا تعلن على الملأ أنها اعتبرت إقليما من الأقاليم داخلا في حوزتها وحظرت معاملته بغير وساطتها، وأنها تنذر الدول الأخرى أنها تنظر إلى من يخالفها في ذلك نظرة العداء أو تحسبه مقدماً على عمل أعمال الأعداء ، وكل ذلك يستباح باسم التجارة أو العمارة ، ولا يبلغ حقه – إن جاز أن سمی مبلغ الحق الذي يفرضه الإنسان لهداية الإنسان، ويعلق عليه صلاح النفس وصلاح ضمير العمران والإسلام على كل حال يوجب الدعوة إلى الخير وينظر إلى السلطة التي تقف في سبيلها نظرة عداء ، ويعاملها معاملة من لا أمان له ، إلا أن تعاهده على الأمان فلها مثل ما له وعليها مثل ما عليه من حقا وقد أمر المسلمون بأنواع من الجهاد منها : مقاتلة المعتدين عليهم - « وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» ، ومنها الجهاد بحجة الكتاب والإعراض عن منكريه : « فلا تطع الكافرين الديمقراطية في الإسلام