صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/135

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والموادعة : « عقد غير لازم محتمل للنقض » ؛ فللإمام أن ينبذ إليهم لقوله تعالى : « وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء . ويشترط في نقضه أن يبلغ إلى رئيس العدو وأن يبلغه الرئيس إلى قومه و لأن الخبر إذا لم يبلغهم فهم على حكم الأمان الأول فيكون قتالهم منا غدراً » (1) على أننا إذا اعتبرنا الواقع من أمر الجهاد في صدر الإسلام فالواقع أن أسباب الجهاد يومئذ كانت كلها ردا للعدوان أو تأميناً للحدود. عاد الجيش الإسلامي

  • 00

ففي غزوة تبوك – كما قلنا في عبقرية محمد - أدراجه - بعد أن أيقن بانصراف الروم عن القتال في تلك السنة ، وكان قد نمى إلى النبي أنهم يعبئون جيوشهم على حدود البلاد العربية ، فلما عدلوا عدل الجيش الإسلامي عن الغزو على فرط ما تكلف من الجهد والنفقة في تجهيزه وتسفيره وكانت دولة الروم ترسل البعوث إلى تخوم الجزيرة وتهيج القبائل لحرب المسلمين. وظل المسلمون يعيشون في فزع دائم من خطر هذه الدولة وأتباعها ، ويتبين هذا الفزع – كما ذكرنا في عبقرية عمر – من تحدث المسلمين بتأهب غسان لغزو الجزيرة العربية ، فلما دق صاحب الفاروق با به دقا شديداً ذات ليلة ليحدثه عن نبأ عظيم خرج يقول : ما هو ؟ (۱) البدائع للكاساني ، وشرح حدود الإمام الأكبر للتونسي ، و زاد المعاد لابن القيم : والسنن الدارمي