صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/139

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۵ وقد أمر المسلم بأن يسوى بينه وبين مملوكه في المعيشة : « فما الذين فضلوا برادی رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون » وكان كبار الصحابة يطعمون مواليهم مما يأكلونه ويلبسونهم مما يلبسونه ، بل اشترى الإمام على ثوبين فخص مولاه بأفضلهما وقال له حين رده هذا مستحيياً : بل أنت به أولى ، لأننى شيخ وأنت شاب . والإشفاق بالموالى هو الذي حمل الفاروق على رفع حد السرقة في عام المجاعة فقد جيء بفتيان سرقوا ناقة واعترفوا بسرقتها ، فنظر في وجوههم وثمنها الذي طلبه صاحبها فرأى هزالا بادياً ، وسأل عن سيدهم فقيل له إنه عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، فأرسل يستدعيه وأنيه تأنيباً شديداً وقال له : « لقد هممت أن أقطع أيدى هؤلاء اولا ما أعلمه أنكم تدئبونهم وتجيعونهم حتى إن أحدهم أو أكل ما حرم الله عليه لحل له » ... ثم » أمره أن يؤدى لصاحب الناقة ثمانمائة درهم أربعمائة ، تأديباً للسيد على الذنب الذي ألجأ إليه عبيده الجياع . ولم يحل الرق بين المولى وبين أرفع مناصب الرئاسة والقيادة ، فقد تولى زيد وابنه أسامة قيادة جيوش كان من جنودها كبار الصحابة ، ولما احتضر عمر قدم صهيباً على المهاجرين والأنصار فصلي بالناس ، ودامت للموالي هذه الرعاية حتى في عهد بني أمية أصحاب دولة قضت عليهم سياستها بتقريب العرب وإقصاء الموالى ، فقد ذكر السخاوى في شرحه لألفية القرافي : « أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري : C