صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/145

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لا يدعنه لأحد . ثم قعد أبو موسى ليقتص الرجل منه ، فلما رآه غريمه قاعداً بين يديه في مجلس القصاص رفع رأسه إلى السماء ثم قال قد عفوت ! 121 . بل كان الخليفة يقتص للمذنب المقام عليه الحد إذا تبين له غلو الوالي في العقوبة ، فلا جلد أبو موسى شارباً وحلق شعره وسود وجهه ونادي في الناس ألا يجالسوه ولا يؤاكلوه علم المذنب أن له حقا ، وذهب إلى الخليفة يطلب حقه ويشكو أميره ، فأعطاه الخليفة مائتي درهم وكتب إلى الوالى يقول : لئن عدت لأسودن وجهك ولأطوفن بك في الناس ، وأمره أن يعود فينادي من ناداهم من قبل أن يجالسوه و يؤاكلوه .

  • - *

ابنه شابتًا وكان عمرو بن العاص والى مصر الذي فتحها بالسيف ، فنازع من المصريين في ميدان السباق ، فضربه بالسوط واستطال عليه قائلا : أنا ابن الأكرمين ! ورحل الفتى من مصر إلى الحجاز ، ورفع شكواه إلى الخليفة فأرسل إلى مصر يستدعى الوالى وابنه ، وجلس للمظالم علانية فأمر الفتى المصرى أن يضرب ابن عمرو ، ثم أمره أن يضرب الوالى نفسه ، لأن ابنه لم يجترئ على رعيته إلا بسلطان أبيه . وصاح به صيحته التي لا ينساها التاريخ ما دامت له ذاكرة تعى ما يذكر ولا ينسى : يم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ ! ولم يقبل في عمرو ا