صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/146

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تب ١٤٢ شفاعة إلا أن صفح عنه الفتى المضروب وقال مكتفياً : لقد ضربت من ضربني . . . فنجا فاتح مصر من سوط واحد من أبنائها وما كاد... حلم من الأحلام يبدو واضحاً مشرقاً بين كابوس من المظالم والظلات ران على الدنيا ولا يزال يرين . كلا . بل واقع أعجب من الحلم ، وشيء مائل للعيان أرفع الأمل الذي نطمح إليه بعين الخيال قال لي متحذلق من صغار النفوس الذين يولعهم الصغر بتصغير كل عظيم ، وعلى ودهم أن ينقرض من الدنيا كل دليل على الكمال أو على طلب الكمال، ليرتعوا في دنيا من النقص لا منفذ فيها لعظيمة من العظائم ولا لعظيم من العظماء . قال لي : إنها بضعة حوادث لا يقاس عليها من عدل رجل واحد لا يقاس عليه . ومثل هذا الاعتراض نموذج لوثبات العقل القاصر الذي يلتمس النقائص ويتعلل على الفضائل حتى لينسى أقرب الأمور إليه وأولاها بالالتفات والتدبر فقبل هذا العدل من الفاروق مقدمات سبقت وعلمت الناس أن الشكوى من الظلم عمل مجد ، وأن إنصاف المظلوم من الظالم حقيقة واقعة ، بالغاً ما بلغ من جاه الظالم وبالغاً ما بلغ من هوان المظلوم قبل عدل الفاروق ثقة الناس بالعدل الذي لا شك فيه ولا خطر على الشاكين الضعاف من المشكوين الأقوياء