صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/147

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٣ قبل أن نسأل : كيف عدل عمر ؟ ينبغى أن نسأل : كيف ومن علم الناس من الحجاز إلى مصر ، ومن العراق إلى الحجاز المسلمين والذميين ، ومن العملية والسوقة ، أن العدل كائن ، ، وأن طريقه مأمون على طالبه ، وأنه أقرب منالا من الصبر على الظلم وإن هان ؟ واو لم يكن عهد عمر مسبوقاً بعهد جرى فيه الإنصاف مجرى الوقائع الملموسة وشاعت أنباؤه ومآثره في كل فج وحدب لما طلبه الناس أقصى مكان ، ولا خفوا إلى طلبه في أكبر الأمور وفى أصغرها على السواء أمن المألوف في عصرنا هذا أو في مضى أن يساق فاتح القطر بسيفه مئات الفراسخ والأميال لأن ابنه رفع سوطه على فتى من الفتيان في حلبة سباق ؟ أمن المألوف أن يخف الشاكي هذه المئات من الفراسخ والأميال على يقين من عاقبة هذه الرحلة وعلى أمان الفاتح الظافر الذي يشكوه ؟ أمن المألوف أن يتساوى الملوك والسوقة من أجل لطمة؟ وأن يتساوى الأمير والجندي ضربة بضربة وإذلالا بإذلال على مشهد من أتباعه ورعاياه ؟ موضع الدهشة هو هذا قبل يدهشنا العدل موضع من الفاروق . الدهشة ، قبل العدل ، ثقة بالعدل لا يخامرها الشك والتردد، ولا يقر صاحبها على الظلم ولو جشمه طلب الإنصاف مسيرة أن