صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/157

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على رضى الله عنه فقال : « إن البيعة تقطع مادة الاختلاف ، والدليل علمه عدم الاختلاف في زمان أبي بكر وعثمان وقد توليا بالبيعة، وكثرته في زمان على رضى الله عنه ، ومعتقد الإمامية أنه تولى بالنص . . . واعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إسرافاً في أطراف ، من مبالغ في الثناء حتى يدعى العصمة للأئمة ، ومنهم متهجم على الطعن يطلق اللسان بذم الصحابة، فلا تكونن من الفريقين واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد » م ١٥٣

. كان الغزالي كما قدمنا فقيهاً وفيلسوفاً في كلامه عن مسألة الإمامة والعلاقة بين الراعي والرعية ، وعن الحاجة إلى الحكومة والمقابلة بين السلطان الجائر والفوضى ، ومن المحقق أن استفاضة البحث الفقهي في هذه المسألة قد أغنى الفلاسفة عن تخصيصها بالبحث من الوجهة الفلسفية ، فمن تكلم عنها منهم فإنما يعرض لها من ناحيتها العمرانية ولا يتوسع كثيراً في ناحيتها السياسية ، إلا فئة من المفكرين والدعاة كانوا ينزعون في السياسة منزعاً خاصا لتغليب دعوة وإدحاض دعوة ، فكانت مذاهبهم جزءاً من عملهم في هذا المسعى ، وقد لخص كتاب الملل والنحل بعض هذه المذاهب التي لا تعنينا في موضوع هذه الرسالة أما الفلاسفة الإسلاميون فقد كان بحثهم في مسائل الحكم عمرانيا يصدق على المجتمعات كافة ، وكان الرأي الغالب بينهم عن أصل