صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/163

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٥٩ الأمل في الخير والنزوع إلى الكمال . . . « واولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » أصحاب وقد كان مذهب الفارابي في الحكم كمذهب غيره من « الطوبيات » حلماً يتعلق به الخيال ويصلح لكل تخيل في كل مقام وكل مجال ، فلا ترجيح فيه لمذهب على مذهب ، ولا لحرية على استبداد ، بل لقد يكون حق « الرئيس الكامل » في الاستبداد أرجح من حق الرئيس الذي يقصر عن كماله ويحكم أمة أقل من أمته في صفات الكمال ومسألة الحكم وقد وجد الفلاسفة الإسلاميون بحوثاً فقهية مفصلة في مسألة الإمامة عامة فلم يسهبوا في بحث هذه المسألة من الوجهة الفلسفية كما قدمنا ، ولم يجعلوا هم هم تخصيص الرأي في مذاهبها وأن يكون لكل منهم نزعة فكرية فيها ، وبخاصة وهم لا يدعون إلى إقامة حكومات عملية على نظام معين ، ولكن المباحث الفقهية في مسألة الإمامة وحقوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد فتحت أبواباً كثيرة في الآداب العربية خاصة والآداب الإسلامية عامة لنوع من الكتابة السياسية يقل مثله في اللغات الأخرى ، وهو نوع النصائح والوصايا التي تكتب للملوك ومعها أشتات متفرقة أو منظمة للكلام على الآداب والمراسم التي تتبع في بيوت الملك والإمارة ، فالمجموعة التي ظهرت بالعربية في هذه الأغراض – ولا سيما النصائح والوصايا - تزيد على نظائرها في كل لغة -