صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/164

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومرجع ذلك تارة إلى إيجاب الوصايا والنصائح في الإسلام وفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل قادر عليهما ، وتارة أخرى إلى طبيعة العرب التي نسميها بالطبيعة التاريخية لتعودهم تسجيل التاريخ الشخصي بالرواية والإسناد واعتبارهم نوادر الأولين وأحاديثهم دروساً للأدب والعبرة فيما يعيه الكبار ويلقنه الصغار ، فقلما تبدر كلمة من قائل في موقعها حتى يتناقلها الرواة مفصلة بمناسباتها والعبر التي تستفاد منها ، وكتب النصائح والوصايا والآداب الملكية حافلة بأمثال هذه المرويات التي أثرت عن العرب أو عن غيرهم من الأمم في هذا السياق ، وكلها دليل على الصورة المطلوبة أو الكائنة لنظام الحكم كما يستخلصه المؤلفون من تلك الروايات ويتضح مقصد المؤلفين لهذه الكتب من مقدمة واحد منها ـ ولعله آخرها – وهو كتاب « الفخرى » في الآداب السلطانية والدول الإسلامية لمؤلفه محمد بن على بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي حيث يقول : أما الكلام على أصل الملك وحقيقته وانقسامه إلى رياسات ذلك دينية ودنياوية ، من خلافة وسلطنة وإمارة وولاية ، وما كان من على وجه الشرع وما لم يكن ، ومذاهب أصحاب الآراء في الإمامة فليس هذا الكتاب موضوعاً للبحث عنه ، وإنما هو موضوع للسياسات والآداب التي ينتفع بها في الحوادث الواقعة ، والوقائع الحادثة ، وفى سياسة الرعية وتحصين المملكة ، وفي إصلاح الأحوال والسيرة . فأول ما يقال إن الملك الفاضل هو الذي اجتمعت فيه خصال وعدمت فيه . 6