صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/167

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ، ولا جباناً يضعفك عن الأمور ، ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور ، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله ، وإن شر وزرائك من كان قبلك للأشرار وزيرا ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة فإنهم أعوان الأئمة وإخوان الظلمة . . . وأكثر مدارسة العلماء ومنافسة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك وإقامة ما استقام به الناس قبلات ، واعلم أن الرعية طبقات ـ لا يصلح بعضها إلا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض . فنها جنود الله ، ومنها كتتاب العامة والخاصة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمال الإنصاف والرفق ، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس ومنها التجار وأهل الصناعات ، ومنها الطبقة السفلي من ذوى الحاجة والمسكنة ، وكلا قد سمى الله سهمه ووضع على حده فريضة في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وآله عهدا منه عنده محفوظاً . فالجنود بعون الله حصون الرعية وزين الولاة وعز الدين وسبل الأمن ، وليس تقوم الرعية إلا بهم ، ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله تعالى لهم من الخراج الذي يقوون به في جهاد عدوهم و يعتدون عليه فيما يصلحهم ويكون من وراء حاجتهم ، ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاة والعمال والكتاب ، لما يحكمون من المعاقد ويجمعون من المنافع ويؤتمنون عليه من خواص الأمور وعوامها ، ولا قوام لهم جميعاً إلا بالتجار وذوى الصناعات فيها يجتمعون عليه من مرافقهم ويقيمونه . ١٦٣ ( 6