صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/172

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۶۸ سكنت إلى هذا » وجاء في العقد الفريد أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز قال لأبيه : « يا أبت ! مالك لا تنفذ الأمور؟ فوالله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القدور . قال عمر : لا تعجل يا بني ! فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة ، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه وتكون فتنة » وتكلم صاحب الفخرى عن الشدة والرفق من أخلاق الملاك إذا وجب هذا أو ذاك ولم يتيسر الجمع بينهما فروى عن الحكماء أنهم يقولون : « سلطان يخافه الرعية خير من سلطان يخافها ! » .. وروى صاحب السياسة والآداب الملكية أن الوليد بن عبد الملاك سأل أباه : « يا أبت ! ما السياسة ؟ قال : هيبة الخاصة صدق مودتها ، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها ، واحتمال هفوات الصنائع » . وقال في مضار الملاك إنها من قبل ستة أشياء : « الحرمان والفتنة واللهو والفظاظة والزمان والحرق . فأما الحرمان فأن يحرم خصالا ستا أو يعطاها منقوصة فاسدة : منها صالحوا الوزراء من أهل الرأي والنصيحة والأمانة ، ومنها الاجتهاد ، ومنها الأموال ، ومنها البلد، ومنها الحصون ، ومنها البرد والمرسل. وأما الفتنة فتهييج بعض الأعوان وإحواجه إلى الخروج على الملك أو شغب الجند وتحاربهم ، وأما اللهو فالإغرام بالنساء أو الشراب أو الملاعب أو الصيد إغراماً يستغرق الفراغ . وأما الفظاظة فإفراط الخصومة حتى يجمح اللسان بالشتم واليد بالبسط والابتزاز لما ليس .