صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/177

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأن يكون غير شره على الشهوات مبغضاً لما ساءت عاقبتة من اللذات ، وأن يكون كبير النفس محبا للكرامة يعظم نفسه عن كل ما يشين من الأمور ، وأن يكون محبا للعدل والصدق وأهلهما مبغضاً للجور والكذب وأهلهما منصفاً نفسه ، وأن يكون قوى العزيمة على ما يبتغى غير خائف من الموت ولا ضعيف النفس ، وأن يهون عنده الدينار والدرهم وسائر الأعراض الدنيوية القانية . . .» من . ۱۷۴ والنصائح التي من هذا القبيل لها نظائر في الدساتير الحديثة حيث يقول فقهاء السياسة : « إن الملك لا يخطئ » ويعنون بذلك وظيفة الملاك لا شخصاً بعينه يوصف بالعصمة وهي مستحيلة في الناس . إلا أن المبدأ في ذاته سليم من حيث يقوم على مطالبة الحاكمين بالصفات التي تنفع المحكومين على أحسن مثال ، ولا تخولهم الأمر والنهى إلا بما فيه صلاح للمأمورين والمتهمين ، ولو كان الحكم حقا لاحاكم الشخصية لما لزمته هذه الصفات ، إلا أن يكون الكمال مطلوباً لكل ومصلحته إنسان من الحاكمين أو المحكومين

وعلى الجملة تقوم النصائح والوصايا في هذه الكتب جميعاً على قاعدة واحدة : وهي الحكم لمصلحة المحكومين ، ولا يشذ عن هذه القاعدة غير فئة قليلة من الرواة والكتاب تناقلت مراسم الدولة عادات الدول القديمة التي كانت قائمة في بلاد الروم والفرس قبل قيام الدول الإسلامية ، وعذرهم في هذه المراسم أنها لازمة لتعظيم سلطان الدولة بين جيرانها من .