صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/54

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

8. والعدل ، والحرية ، كانت تابعة لعقيدته الإلهية ولم تكن سابقة لها ، فآمن بإله قادر عادل قبل أن تتمثل لها هذه الضوابط في صورة من صور الحكومة الأرضية وجاءت صورة الحكومة الكونية كما يوجبها عليه اعتقاده مثلا أعلى للحكم الذي لا جنف فيه ولا حيد عن الشريعة ، أو مثلا ً أعلى للحكومة الديمقراطية كما ينبغي أن تكون المسلم يؤمن بإله قادر على كل شيء فعال لما يريد ، ويسبق إلى الظن من هذه الصفة العامة أن الإله الذي يتصف بها حاكم بغير قانون وأن الحكومة الأرضية التي تقتدي بهذه الحكومة الكونية لا تكون إلا حكومة استبداد وانطلاق من القوانين ، ولكن الواقع أن المسلم الذي يدين بهذه الصلة الإلهية يدين معها بالسنن التي لا تتبدل ولا تتحول ، وقد تكررت الإشارة إلى هذه السنن في القرآن الكريم مرات متعددات في شتى المناسبات ، ومنها : « سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا » 6 . ومنها : « فهل ينظرون إلاسنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ً، ولن تجد لسنة الله تحويلا » . . . ومنها : « فقد مضت سنة الأولين » . . .. ومنها : « وقد خلت سنة الأولين » إلى أمثال هذه الآيات التي تذكر السنة تارة بهذا اللفظ وتارة بما في معناه من الألفاظ والعبارات AMERICAN UNIVERSITY IN CAING LINHART