صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/110

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

في الحادية عشرة وخضع لمآرب مدبِّرٍ آخرَ هو استيليكون الوَنْدالي. وعلى الرغم من مظاهر الإخاء والمحبة والتعاوُن بين الدولتين فإن كلًّا من استيليكون في الغرب وروفينوس وغيره في الشرق عمل على الشقاق والتنافُر والضرر. وكان استيليكون يطمع في ضَمِّ جميع إيليرية وتوابعها إلى إمبراطورية الغرب ويعمل من أجل ذلك بكل دهاء، فهَبَّ زملاؤُهُ في الشرق يثيرون الشغب على حكومة سيده في أفريقية، واشتد الاحتكاكُ بين الحكومتين حتى أدى إلى تضاؤل التبادُل التجاري بين الشرق والغرب بل إلى انقطاعه حتى السنة ٤٠٨. ويقول إفنابيوس المؤرخ المعاصر: «إن كلًّا من الإمبراطوريين خضع لمن حوله من الرجال وإن هؤلاء أشعلوها حربًا دائمةً مكتومةً مستترةً، وإنهم لم يترفعوا عن اللجوء إلى جميع أنواع المداهنة والمخادعة1

ألاريكوس ملك القوط: ولدى وفاة ثيودوسيوس الكبير اعتبر القُوط الغربيون أنفسهم في حِلٍّ من روابط المعاهدة التي كانوا قد وقَّعوها معه في السنة ٣٨٢، وظهر بينهم رجلٌ نشيطٌ طموحٌ، هو ألاريكوس بلطة2، فبايعوه ملكًا عليهم، وادعى ألاريكوس أنه لم يَنَلْ مِنْ حُكُومة رومة الجديدة ما استحقه من رُتْبة وتقدير، فنهض بمجموعه إلى مقدونية وتراقية وهدد العاصمة نفسها، ثم اتجه شطر اليونان، فعبر مضيق ثرموبولي ودخل بلاد اليونان الوُسطى ثم جزيرة المورة، ونهب وأحرق وسَبَى. وكان معظم جيش أركاديوس لا يزال في إيطالية، فكتب أركاديوس إلى استيليكون مدبر أُمُور أخيه أن يبعث إليه الجيش وأن يعاون في تأديب القوط وإعادتهم إلى مناطقهم على ضفة الدانوب، وقام استيليكون على رأس قوة

  1. Eunap., Fragm., 62, 63.
  2. Alaric Balta.
١٠٩