صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/195

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والمشاحنة والمخاصمة ونزلوا بذلك كله إلى شوارع العاصمة فهاجوا وماجوا مراراً ما بين السنة ٥٥٣ و ٥٦٤. وأدی تردد يوستنيانوس في تعيين ولي عهده إلى التخاصم والتآمر ولا سيما بين أنسبائه.

ولكن ليس من العدل في شيء أن تحكم على عهد يوستنيانوس كإنه حكماً مبنياً على ما آلت إليه الأمور في آخر سنواته. فالواقع الذي لا مندوحة عن الإعتراف به أن أهداف الرجل كانت نبيلة، وأن سعيه لإعادة الأمبراطورية إلى ما كانت عليه من الاتساع والمجد كان عظيماً في حد ذاته لائقاً بالامبراطور، وأن محاولته التوحيد الكلمة في الكنيسة كانت في مصلحة الدولة والكنيسة معاً، وأن انشاآته العسكرية على حدود الدولة كانت في مصلحة الشعب، وان اهتمامه بالإدارة والقضاء والتشريع إنما نجم عن رغبة أكيدة في ضمان الأمن ونشر لواء العدل. ولئن كان ثمن هذا كله باهظاً فالعمل في حد ذاته كان كبيراً. وهل أكبر من مجموعة القوانين وكنيسة الحكمة الالهية!

١٩٤