بوجوب الدفع فقابله يوستينوس باعلان الحرب . وحالف النصر الفرس في بادىء الأمر ، ذلك ان الروم هجموا بمعظم قواتهم على ارمينية الفارسية تاركين حدودهم في سورية وليس عليها الأقوة صغيرة من الجيش يدعمها حلفاؤهم الغساسنة ومن شد ازرهم من القبائل العربية المتاخمة . على ان هذه القبائل خانت والتوت فعير الفرس الفرات واكتسحوا الموقف وحاصروا دارا و حصن الامبراطورية الحصين ، فسقطت في ايديهم. وأدى خبر سقوطها الى انهيار عقل الامبراطور . ففاوضت زوجته صوفية لهدنة في مطلع السنة ٥٧٤ تدوم عاما ودفعت في هذا السبيل غرامة حربية كبيرة . وعند انتهاء الهدنة في السنة ٥٧٥ قام كسرى بجيش عظيم وعدد كبير من القبيلة الى ارمينية فحاصر ثيودوسيوبوليس (ارضروم ) وهاجم اماسية ثم دخل قبدوقية وأحرق سبسطية ( سيواس ). غير انه ما لبث أن فوجي بقوة كبيرة من الروم بقيادة بوستنيانوس ابن جرمانوس أكرهته على التراجع بعد موقعة كبيرة دارت رحاها في ضواحي ملاطية وهلك فيها كثيرون من الفرس. ففاوض كسرى في الصلح ثم عاد فعدل عن المفاوضة بعد انتصارين صغيرين. فعاد الروم الى الحرب بقيادة موريقيوس في السنة ٥٧٨ وقاموا بهجوم خاطف باتجاه ارزنين بين بتلى وبين الدجلة وبلغوا الى الدجلة. وتوفي كسرى في السنة ٥٧٩ فعاد الطرفان الى المفاوضة ، ولكن هرمز الرابع ابن كسرى اساء استقبال الوفد الرومي فاستؤنف القتال، وزحف موريقيوس في السنة ٥٨٠ يحاول قطع الفرات عند قرقيية قاصداً طيسفون عاصمة الفرس . الا أنه ارتد على أعقابه بسبب مناورة ناجحة قام بها الفرس في ما بين النهرين وبسبب معاكسات لقيها من المنذر الغساني كما سيجيء في حينه . على أن موريقيوس عاد في السنة ٥٨٢ فانتصر انتصاراً كبيراً عند قسطنطينة قبعته انتصارات. وفي السنة ٥٨٦ استطاع قائد الروم فيليبيقوس ان يضرب الفرس ضربة ۲۰۰
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/201
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.