فيا بالمال له ولشيوخ العرب في بادية الشام. ثم رقاه في مراتب الدولة فجعله بطريقاً من البطارقة هو واحفاده من بعده، وقال الحارث وربعه بالنصرانية وبالطبيعة الواحدة فنال من عطف ثيودورة الشيء الكثير وأصبح حامياً لزمار اصحاب الطبيعة الواحدة في جميع الاقطار الشامية . وبين هؤلاء كان يعقوب البرادعي الشهير مؤسس الكنيسة السورية اليعقوبية. و دامت سيادة هذا البطريق مدة طويلة حتى وفاته في السنة ٥٦٩ . وقد احتل بعد مركزاً سامياً في مخيلة العرب، فهو الحارث الذي يشيد بذكره الشاعر عمرو ابن كلثوم وهو ايضاً الحارث الذي قهر المنذر ملك الحيرة . وجاء بعد الحارث الغساني ابنه المنذر ( ٥٦٩ - ٥٨٢ ) . فهب المحاربة عرب الخيرة وقد كانوا اغاروا على سورية بعد وفاة والده الحارث . فقاتلهم وانتصر عليهم عند عين أباغ فأكثر شعراء العرب من ذكر هذا النصر وتغنوا بجرأة الحارث لإبعاده في الغزو الى عين أباغ . واهتم المنذر ابن الحارث لمشاكل النصرانية آنئذ فعقد مجمعاً محلياً تحت رعايته للنظر في بعض البدع المحلية . ولم يوض يوستينوس عن المنذر فقطع عنه المال السنوي و أوعز بقتله . فشق المنذر عصا الطاعة ثلاث سنوات متتالية . فانتهز عرب الخيرة هذا الظرف واغاروا على سورية الشمالية له وعانوا فيها ما شاؤوا .. ثم اجتمع المنذر بالبطريق يوستنيانوس في الرصافة وتفاهما فعادت المياه الى مجاريها " . وتوفي بوستينوس في السادس من تشرين الأول سنة ٥٧٨ . فتولى العرش بعده طيباريوس. وأحب هذا ان يسعى لتوحيد الكنيسة ، فرأى ابن قتيبة ، ٣٠٤ ، الحماسة ،٠٤٠٢
۲ تولد که امراء غان، ص ٢٥ ٣ يوحنا الأفسي ، ٩: ٤، ص ٠٣٥١ ٢٠٣