كلمة القبائل العربية في سورية ويقودها الى الحرب ضد الفرس . فاستحضر النعمان في السنة ٥٨٤ ووعده بارجاع والده من المنفى ثم طلب اليه ان يحارب الفرس معه وان يعتنق الارثوذكسية . فأجابه النعمان ان جميع قبائل طي يعاقبة وانهم يذبحونه ذبحاً ان هو تقبل قرار « المجامع ، . فغضب موريقيوس وأمر بسجنه ثم ألحقه بوالدها . . ويرى نولدكه في رسالته امراء غسان ان الحوال العرب في سورية اضطربت بعد اعتقال المنذر وابنه النعمان وان عرى وحدتهم تفككت فاختارت كل قبيلة منهم اميراً لها، فتطاحنت وتنازعت فيا بينها وان هذه المنازعات لم تنحصر بالبادية وانما تعدتها الى البلدان العامرة وان القبائل اخذت نسطو بلا خوف ولا وجل على أموال الفلاحين المتحضرين فتنهب مواشيهم و تحصد دون ان تزرع . ویزید تولد که ان هذا كله حمل الروم على التفكير في تنصيب عامل لهم رئيسي جديد يقوم مقام المنذر وأنهم رأوا ان يكون هذا العامل من آل جفنة ايضاً لما كان لهؤلاء في الماضي من الهيبة في القلوب " . و قضت ظروف العداء بين الغساسنة وعرب الحيوة ان يشتد كره عرب الحيرة لكل من قال بالطبيعة الواحدة وان يتقربوا من الكنية الارثوذكسية الأم. وانتهت الحرب بين فارس والروم في مصلحة الروم ، فطلب النعمان ملك الخيرة ان يتلقى المعمودية على يد كاهن ارثوذكسي في الرصافة وقبلها معه رجاله . وكان خالص النية فيما فعل، فلما عاد الى الحيرة رمى بتمثال الزهرة الذهبي في النار ، وجمع ذهبه بعد انصهاره ووزعه على الفقراء. ولعل الكاهن الارثوذكسي الذي عمد النعمان Jean d'Epiphanie, III, 56, 135. . امراء غان ، ص ٣٤ - ٤١ ، و ٥٧ - ١٦ ٢٠٦
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/207
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.