صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/215

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبرغم انه لم يفرق بين الفن والسمين ، والاساطير والوقائع الراهنة ، فان كتابه مفيد في بعض ما يروي ، عدا انه استعمل فيه اليونانية الدارجة في عصره ، مستعيناً ، بين آن وآخر ، ببعض الاصطلاحات اللاتينية الشائعة في زمنه . . ' وبين هؤلاء ايضاً يوحنا الانسي. ولد في آكل من ولاية آمـد في السنة ٥٠٧ ، ونشأ ناسكاً في دير ارعازبتا وأجاد السريانية واليونانية ، ورحل في طلب العلم الى انطاكية والاسكندرية والقسطنطينية . وفي السنة ٥٤٢ اختاره بوستنيانوس لتبشير الوثنيين في بعض نواحي آسية الصغرى . وحوالى السنة ٥٥٨ رسمه يعقوب البرادعي مطراناً على من قال بالطبيعة الواحدة في افس - فأقام على رعاية هؤلاء تسعاً وعشرين سنة . وفي السنة ٥٦٦ ، بعد وفاة ثيودوسيوس الاسكندري ، أصبح يوحنا الانسي رئياً الجميع من قال بالطبيعة الواحدة في القسطنطينية وسائر بلاد الروم . وفي السنة ٥٧١ اضطهد يوستينوس الثاني من لم يقل قول الكنيسة الام ، فشل هذا الاضطهاد يوحنا المترجم له ، فسجن ثم نفي ، ثم اعتقل مرة ثانية في عهد طيباريوس وأبعد عن العاصمة في أواخر السنة ٥٧٨ . وكانت وفاته في السنة ٥٨٦ أو ٥٨٧ .

وأرخ يوحنا الافسي للكنيسة في ثلاثة مجلدات . تناول بالمجلدين الاول والثاني حوادث التاريخ منذ عهد قيصر حتى السنة ٥٧١ . وجعل في وله المجلد الثالث اخبار الكنيسة والعالم من السنة ٥٧١ حتى السنة ٥٨٥ . ايضاً سير النساك الشرقيين ، وهو يشتمل على ثمان وخمسين ترجمة . وفيه « فوائد عن السيرة النسكية ، والعادات الرهبانية ، وسير الديارات في ذلك Olmstead, A. T., Chicago Theol, Seminary Register, 1942, 22. ٢١٤