صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/222

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صالح يدعى هرقل . أحبه الشعب في افريقية حباً جماً . فلم يجسر فوقاس ان يمته بسوء، فاتصلت احزاب العاصمة بهذا الاكسر خوس اكثر من مرة وحرضته على القيام بواجب لا يستطيع القيام به غيره . فاستجاب وأعد اسطولاً وجيشاً. واتصل بكبار الملاكين في مصر وحرضهم على الثورة قلبوه وشاركهم الشعب في ثورتهم ، فمنعوا تصدير الحبوب الى العاصمة فانتشر فيها الجوع. وجبه هرقل فوقاس بما لم يكن مهيناً له . ثم دعا هر قل ولده الذي سماه هرقل ايضاً وأمره على الاسطول وأنفذ ابن اخيه نيقيطاس على رأس فرقة كبيرة من الفرسان الى مصر وما وراءها . ووصل هرقل الابن باسطوله الى الدردنيل. والتجأ إليه زعماء المعارضة. وظهر اسطول هرقل على اسطول فوقاس. وتمردت عناصر هامة في جيش فوقاس، ففتحت المدينة ابوابها لهرقل . واعتقل فوقاس في قصره موظف كان الامبراطور قد اساء اليه السادة بالغة. وأحضر فوقاس بين يدي هر قل صاغراً . فقال له هر قل: وأهكذا حكمت الامبراطورية ? ، فأجاب فوقاس : « وهل تحكمها انت خيراً بما حكمتها ؟ ، فركله هر قل بقدمه وقطعه البحارة ارباً ارباً . واعتذر هرقل وأراد ان يتولى العرش بريقوس ، ولكن الشيوخ ابوا ان يتولاه احد غير الذي انقذهم . فنادوا بهر قل فسيلفساً في اليوم نفسه وتقدموا به من البطريرك سرجيوس فتوجه هذا الى كنيسة الحكمة الالهية. وتزوج هرقل من الذوكية في اليوم نفسه ايضاً فنودي بها فسيليسة. وبعد ثلاثة ايام أحرق تمثال فرقاس في الميبودروم ومعه ومعه علم الزرق" . .Levtchenko, M. V., Byzance, 119-120 أومان : الامبراطورية البيزنطية، تعريب الدكتور مصطفى طه بدر ، ص ۱۰۲. Baynes, N. H., Successors of Justinian, Cam. Med. Hist., II, 288. ۲۲۱