بجنوده الى خليج نيقوميذية. وسار الى غلاطية وقبدوقية لا كمال التعبئة والتموين والتنظيم. ومن هذا القول ان هرقل أول الصليبيين وأراد هرقل ان يقصي الفرس عن مراكزهم في قلب آسية الصغرى ، فقام بحركة التفاف واسعة النطاق ، واتجه بجيشه شرقاً مهدداً مواصلات العدو وطرق تموينه . وحاول شهر براز أن يصرف هرقل عن خطته فعزا قيليقية . ولكن هر قل لم يعره انتباهاً. فاضطر القائد الفارسي ان ينقلب الى الشرق ليحول بين هرقل وهدفه. وتواقع الخصمان في أرمينية في السنة ٦٢٢ فدارت الدائرة على الفرس وسجل هرقل نصراً مبيناً . وانسحب الفرس من قبدوقية والبونط . وعاد هرقل الى القسطنطينية لينظر في أمر الآفار ، وفي ربيع السنة ٦٢٣ استأنف الهجوم في الشرق فقطع ارمينية واحتل دوخان ونشتفان ، ثم توغل في اذربيجان واتجه نحو تبريز كنزاكة ليفاجى، ابرويز في قصره فيها. ففر ابرويز من المدينة . ودخلها الروم فأحرقوا معبدها الكبير وتعتبوا الفرس الهاربين وهم ينهبون ويدمرون . ثم رجع هر قل خوفاً من حركة التفافية خشي ان يقوم بها شهر براز او شاهين او الاثنان معاً. و بانتصاراته هذه تسنى لهرقل ان يستمد من شعوب القوقاس المسيحية ما عبأ به الصفوف . وكر كرة أخرى الى الميدان في السنتين ٦٢٤ و ٦٢٥ فضرب شهر براز عند بحيرة وان ، ثم ضربه في قليقية عند نهر ساروس . فاضطر القائد الفارسي ان يتراجع الى الشرق ، وعدل هرقل الى البونط وجاء في الكامل لابن الأثير ، ج ۱، ص ۲۸۳ ، وفي غيره : « ووصل خبر عودة ملك الروم الى شهر براز ، فأراد ان يتدرك ما فرط منه ، فعارض الروم فقتل منهم قتلاً ذريعاً ، وكتب إلى كسرى وانقذ من رؤوسهم شيئاً كثيراً. وفي هذه الحادثة انزل الله تعالى : ( غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد عليهم سيطلبون » . يعني بادنى الارض اذرعات، وكانت الروم قد هزمت بها في بعض حروبها .» ٢٢٦
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/227
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.