صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/229

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفي اذار السنة ٦٣٠ تسلم هرقل عود الصليب في منبج في سورية الشمالية ، فانتقل به الى المدينة المقدسة وأحله محله في الثالث والعشرين من الشهر نفسه. وكان هرقل قد امتنع هو وأسلافه في المنصب الامبراطوري اتخاذ لقب فسيلفس برغم ان رعاياهم كانوا يطلقون هذا اللقب عليهم رداً على ما كان يتلقب به ملوك الفرس. فلما انتصر هر قل على الفرس عن ذلك النصر الباهر غير لقبه الرسمي من أوتو قراتور الى فسيلفس. الآثار والصقالبة : وفي السنة ٦١٧ عبر الدانوب جمع غفير من الصقالبة ناقلين معهم عيس الهم وامتعتهم ، فانتشروا في ايليرية وابيروس وتسالية وآخية وتراقية ، وفي جزر بحر ايجه وشواطىء آسية ، وعاثوا في البلاد فساداً . وطوقوا ثيسالونيكية وحصروها شهراً كاملاً. ولم تكد تنجلي المحنة وينقضي عامان حتى كر الصقالبة كرة اخرى جارين وراء هم الآفار، وما زالوا حتى بلغوا الى ضواحي القسطنطينية ، فنهبوا ودمروا وأحرقوا وسبوا . ولم يتراجعوا الا بعد ان زاد لهم هرقل الاتاوة . وقضت الحرب الفارسية بتغيب الامبراطور عن العاصمة ثلاث سنوات متتالية. فعاد الآفار الى سابق سيرتهم، وارادوا هذه المرة اقتحام العاصمة نفسها في السنة ٦٢٦ . وتقدم الفرس في الحرب حتى خلقيدونية ، فنكت خاقان الآثار بعهده السابق ، واندفع بجموعه الى اسوار القسطنطينية . وكان الامبراطور قد أقام ابنه نائباً عنه في الحكم، وأقام البطريرك سرجيوس وصياً عليه . فهب البطريرك بفصاحته وشجاعته ينير المهم ، ويشدد العزائم ، فيطوف العاصمة بالشعائر الدينية ، ويعلو بنفسه الاسوار Theophanes, Chronographia. el. de Boor; Sebeos, Emp. Heraclius: Minorski, V., Roman and Byz. Campaigns in the Atropatene. Bury, J. R., Selected Essays, 109. ۲۲۸