صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/251

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قبل الاسلام . وهكذا فان الدوافع التي حملت الخليفة عمر في مؤتمر الجابية ان يمنح عمراً سلطة فتح مصر كانت دوافع جوهرية. ولم يكن هذا الخليفة الكبير مغامراً - فانه عرف بحبه للتأني ، وحرصه على ان لا يعرض قواته للخطر . ولهذا يجب اعادة النظر في الكتاب الذي قيل انه ارسله الى عمرو ، وعمرو في طريقه إلى مصر ، يأمره فيه بالعودة ان لم يكن قد وصل الى مصر او بالير قدماً في وجهته ان كان قد دخل الارض المصرية عند تسلمه الكتاب . فهذا قول لا تشجع الحوادث على قبوله ولا يتفق وما عرف من كياسة عمر الخليفة الكبير " . وسار عمرو ابن العاص من قيصرية فلسطين الى مصر في كانون الاول من السنة ٦٣٩ على رأس بضعة آلاف مقاتل . فلقي مقاومة في الفرما Pelusium شرقي بور سعيد اوقفته شهراً كاملاً. ثم نغلب عليها في اوائل السنة ٦٤٠ ، وتقدم منها الى بلبيس فأتم دنين Tendounya . فتحصن الروم في حصن بابيلون على رأس الدلتا. وعسكر العرب في عين الشمس Heliopolis. واشتدت مقاومة الروم برئاسة البطريرك كيروس ( المقوقس ) وقيادة نيو دوروس اخي الفسيلفس. واستنجد عمرو الخليفة فأمده ببضعة آلاف رجل بقيادة الزبير ابن العوام. وبرغم تضاعف القوة فان العرب المسلمين لم يقدروا على مهاجمة الحصن لانه كان منيعاً، ولانهم كانوا في فقر الى ادوات الحصار. فاكتفوا بـد المنافذ على الحصن. وطال الحصار بضعة الموسوعة الاسلامية ، المقال « قبط » . الامبراطورية البيزنطية والدولة الاسلامية، للدكتور ابراهيم العدوي ، ص ١٧ - ٤٨ . راجع ايضا حر كة الفتح الإسلامي، للدكتور شكري فعل ، ص ٨٥ - ١٨٦ ومصر في فجر الإسلام، للسيدة اسماعيل كاشف ، ص ۸ - - ٢٥٠