صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/27

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

نظر اليهود على الله والناموس. واشتد نشاطهم وكثر عددهم فشكاهم الصدّيقيون الى المجمع وطلبوا الى رئيس الكهنة ان يوقف الرسل ففعل. ثم طلبهم الى المجمع وقال لهم: أَلم نوصكم الا تعلموا بهذا الاسم? فاجاب الرسل: ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس. ان اله آبائنا رفع يسوع رئيساً ليعطي اسرائيل التوبة ومغفرة الخطايا! فلما سمع اعضاء المجمع هذا القول حنقوا وارادوا ان يقتلوهم. فقام غمالائيل الفرّيسي واوصى بالاعتدال. فاكتفى المجمع بجلد الرسل ثم اطلقهم. فخرج الرسل فرحين وعادوا إلى التبشير. وحوالي السنة ٣٦ بعد الميلاد طلب المجمع اسطفانوس للمثول امامه بتهمة التجديف على موسى وعلى الله. فقال في الدفاع عن نفسه قوله المأثور: يا قساة الرقاب انتم دائماً تقاومون الروح القدس. ايُّ الانبياء لم يضطهده آباؤكم? اخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه.1 فصرّوا باسنانهم واخرجوه خارج المدينة ورجموه. فكان اول الشهداء. وظهر في هذه الآونة شاوول الفريسي (بولس فيما بعد). وكان يدخل الى البيوت ويجر النساءَ والرجال من المسيحيين ويدفع بهم الى السجن.2

وخشي اتباع اسطفانوس سوءَ العاقبة. وكانوا من اليهود اليونانيين. ففروا الى أَوطانهم في شرقي البحر المتوسط. واستقاموا فيها كارزين مبشرين. وقام فيليبس في هذه الاثناء يبشر في السامرة وفي ساحل فلسطين في غزة ويافه وقيصرية فلقي فيها نجاحاً. وكان الرسل ولا سيما بطرس ويوحنا يرقبون عمل فيليبس فيقومون بزيارات رعائية خارج اورشليم يتعرفون بها الى المسيحيين الجدد مشددين عزائمهم مثبتين لهم في الايمان. وسجَّل فيليبس بكرزه في السامرة خروجاً على الخطة المتبعة في التبشير

  1. اعمال الرسل ٧: ٥١–٥٣.
  2. الاعمال ٨: ٣.
٢٦