صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/284

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاشارة بان يهاجم ضباط الجيش الامبراطوري القصر الباباوي سنة ٦٣٩ وان ينهبوا كنوزه. وفصل قسطنطين الثالث في السنة ٦٥٩ كنيسة رابينة عن كنيسة رومة . وفي السنة ٦٥٣ اوقف اكسر خوس رابينة البابا مرتينوس وارسله إلى القسطنطينية ، فتركت هذه الاعمال كلها اثراً سيئاً في نفوس ابناء رومة وغيرهم . ومما زاد في التباعد بين الفرعين الرئيسين للكنيسة الأم أن اللغة اليونانية في رومة قل تداولها وتفهمها بقدر ما قل تداول اللاتينية وتفهمها في القسطنطينية. وبرغم الاتفاق الذي ساد جو المجمع المسكوني السادس المنعقد في السنة ۶۸۰ فان شيئاً كثيراً من الحذر وقلة الثقة بقي كامنا في الصدور . ثم جاء المجمع البنئيكتي في السنة ١٩٢ تأكد مرة ثانية بان يكون الكرسي القسطنطينية التقدم ( اسوة ، بتقدم كرسي رومة القديمة " . فلم يكن ذلك بما ارتاحت اليه النفوس في رومة الارتياح كله . وأدى تعاظم أمر الرهبانية في الدولة إلى زيادة كبيرة في عدد الرهبان وبالتالي الى نقص في دخل الخزينة ، لأن القانون أعفى الرهبان من دفع الضرائب ، كما منع جبايتها عن الاوقاف الدينية . وتوافرت ثروة الرهبانيات فقوي نفوذها ، وأصبحت عنصراً سياسياً هاماً يتدخل في أحيان فيعرقل السياسة ويعقد مشاكلها. ومن جراء الانسياق غير الواعي في موجة من التعبد الشديد ، ساد النفوس ضرب من القدرية القائمة أفضت بدورها الى فقدان النشاط والعزم والحزم وروح المبادرة، ولاسيما ازاء الحوادث الكبرى". سير Gregorn Magni Epistolae, VII, 29: XI, 74. القانون السادس والثلاثون . Paparrigopouto, K., Civilisation Hellenique, 184 Diehl ef Marçais. Monde Oriental, 228-231. ۲۸۳