صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/30

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

القامة مائلًا نحو القصر، معوج الساقين، أَصلع الرأس، كثيف الحاجبين، اقنى الانف. وجاء في رسالته الثانية الى أهل مكورنثوس انه «أُعطي شوكة في الجسد لئلا يرتفع.1» ويستدل من رسائله انه كان حاد الطبع، شجاعاً جريئاً، شديد العاطفة، ثاقب النظر، واسع الخيال، مقداماً.

وبدأ بولس عمله التبشيري بين يهود دمشق. فضجوا وطلبوا حبسه. ولكن اخوانه في النصرانية عاونوه على الفرار. فقضى ثلاث سنوات أو اكثر في البادية يتأمل رسالته الجديدة ويبشر العرب. ثم عاد الى اورشليم يستغفر الرسل ويبشر في الاوساط اليهودية اليونانية. ولكن هؤلاء حاولوا قتله، فأشار عليه الرسل بوجوب الابتعاد والاقامة في طرسوس مسقط رأسه. وكانت الدعوة قد لقيت نجاحاً في انطاكية كما سبق ان اشرنا. فذهب كبير المسيحيين فيها برنابا الى طرسوس، وجاء ببولس الى انطاكية فتعاونا في الخدمة (٤٢–٤٥ ب.م). كان بين المسيحيين في انطاكية جماعة من التجار. فجمعوا مقداراً من المال ووضعوه تحت تصرف بولس وبرنابا

لاجل التبشير. فقاما برحلة تبشيرية الى قبرص وآسيا الصغرى (٤٥–٤٧ ب.م) ولقيا بعض النجاح. ثم عادا الى انطاكية، فعلما فيها ان الرسل لم يرضوا عن عمالهما التبشيرية لانهما كانا قد قبلا في النصرانية وثنيين لم يختتنوا. وكانا يريان ان لا بد من التساهل في مثل هذه الامور لئلا تبقى النصرانية شيعة يهودية منشقة. فنزلا الى اورشيلم (٥٠ ب.م) وبحثا امر الاختتان فايدهما بطرس وعارضهما يعقوب. ثم تم الاتفاق على ان يمتنع المؤمن غير المختتن عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى. «فان حفظ نفسه منها فنعمَّا يفعل ويكون معافى.2» وعاد بولس وبرنابا

  1. ١٠: ٩ و١٢: ٧.
  2. اعمال الرسل ١٥: ٢٢–٣٠.
٢٩