صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/35

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

وبولس. ويرى بعضهم ان بولس قضى حوالي السنة ٦٧. وفي ايام دوميتيانوس (٨١–٩٦ب.م) على اثر ثورة اليهود حلَّ بالمسيحيين دور آخر من العذاب. فاستشهد في رومة عدد من الاشراف لاول مرة. وذاق يوحنا الانجيلي آلام الحرق بالزيت الحامي ونفي الى جزيرة باتموس. وأُستشهد تيموثاوس في آسيا الصغرى. والقي القبض على اقارب السيد في فلسطين ثم اطلق سراحهم. وجاءَ دور تريانوس (٩٨–١١٧) فلقي اسقف اورشليم القديس سمعان حتفه مصلوباً (١٠٧). وقضى اسقف انطاكية اغناطيوس الشهير في رومة في السنة نفسها. وأُعدم كثيرون في بيثينية ومقدونية. وكتب طيباريوس حاكم فلسطين الى الامبراطور يقول: ان المسيحيين في انطاكية ازدحموا مستميتين في سبيل الرب. وفي عهد انطونينوس (١٣٨–١٦١)، في السنة ١٥٥ استشهد بوليكاربوس اسقف ازمير ومرقس اسقف اورشليم. وقضى في رومة حوالي السنة ١٦٥ القديس يوستينوس النابلسي الفيلسوف المعلم وذلك في عهد مرقس اوريليوس. واستشهد في ايام هذا الامبراطور نفسه أيضاً بوبليوس اسقف اثينة وحكم على كثيرين بالعمل الشاق في المناجم. واهتم سبتيموس سويروس (١٩٣–٢١١) لانتشار النصرانية في مصر فملأ السجون بالنصارى ودفع ببعضهم الى الجلادين في الاسكندرية، وببعضٍ الى الحيوانات المفترسة في مدرج قرطاجة. ولكن خلفاءَه أباطرة السلالة السورية اللبنانية لم يقتفوا اثره في شيء من هذا، بل قام احدهم سويروس الكسندروس يحاول انشاءَ هيكل لعبادة المسيح في رومة. وجاءَ فيليبوس العربي (٢٤٤–٢٤٩) يلاطف ويهادن. فحمل ذلك خلفه داسيوس (٢٤٩–٢٥١) ان يُكره جميع السكان في المدن والارياف ان يمثلوا امام رجال السلطة في وقت محدد ليقدموا الذبيحة لشخص الامبراطور. فارتد عن الدين الجديد عدد من الاغنياء والوجهاء واستشهد في سبيله عدد كبير من المؤمنين. وبين هؤلاء اوريجانيوس

٣٤