صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/38

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

أَراملهم كنَّ يُغفل عنهن في الخدمة اليومية.» فدعا الرسل جمهور التلاميذ وقالوا: لا يُرضي ان نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد. فانتخِبوا انتم سبعة منكم مشهوداً لهم فنقيمهم على هذه الحاجة. ففعلوا فصلى الرسل ووضعوا عليهم الايادي. وهؤلاء هم الشمامسة1. ثم نقرأُ في الفصل الحادي عشر والخامس عشر من اعمال الرسل عن كهنة يشرفون على الاعمال الخيرية ويجلسون مع الرسل للتشاور وحلَّ بعض المشاكل2. واذا تتبعنا بولس في رحلاته التبشيرية نجده ينتقي لكل كنيسة يؤسسها شمامسة لخدمتها ومجلس كهنة لادارتها وقيِّماً اعلى يمثله فيها كتيموثاوس وطيطس ولوقا وغيرهم. ونجده يبقى على صلة بهذه الكنائس جميعها يوجهها ويحل مشاكلها. وكان طبيعياً جداً ان يخلف الرسول في رئاسة كل كنيسة يؤسسها ممثله الاعلى فيها وان يكون لهذا الخليفة سلطة مستمدة من الرسول المؤسس. والواقع الذي تؤيده النصوص انه منذ منتصف القرن الثاني كانت قد انتظمت كل كنيسة مهمة حول رئيس لها دعي أسقفاً، وحول قسيسين وشمامسة وشماسات. ثم تعددت الكنائس فتكتلت في كل ولاية حول كنيسة عاصمتها تكتل المدن في تلك الولاية حول العاصمة. وتهيأت لاسقف كل عاصمة من عواصم الولايات زعامة على غيره من اساقفة ولايته. وفي اغلب الاحيان نجد اساقفة الكنائس التي كانت مبعث الحركة في عهد الرسل يتقدمون على غيرهم من اساقفة الولاية او الولايات المحيطة بهم شأن اساقفة رومة في ايطالية واساقفة قرطاجة في افريقية الشمالية، وساقفة الاسكندرية في مصر وليبية والحبشة واساقفة انطاكية في سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها واساقفة كورونثوس في اليونان وما جاورها. اما في آسية الصغرى فان كثرة

  1. الاعمال ٦: ١–٩.
  2. ١١: ٣٠ و١٥: ٢.
٣٧