صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/71

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الذين سبقت الإشارة إليهم في فصل سابق.

الثقافة العامة : وكان قد طال عهد الإمبراطورية ودام ثلاثة قرون متتالية وظل الناس في أطرافها يتكلمون لغاتهم الخاصة غير عابئين باللاتينية أو اليونانية. فالقديس إيريناوس الذي كان يجيد اللاتينية واليونانية اضطر أن يتعلم الغاليَّة للتفاهم مع سكان المنطقة التي كان يعمل فيها. وتكلم سكان الجزر البريطانية اللغة الكلتية كما تكلم المور في أفريقية لهجاتهم البربرية الخاصة. ولم يتكلم الفينيقية فيها سوى الطبقة العُليا من السكان وسكان مالطة. وعلى الرغم من انتشار اللاتينية في إيليرية فإن سكان هذه المنطقة احتفظوا بلهجتِهِم الخاصة التي تطورتْ فيما بعد فأصبحتْ اللغةَ الألبانية. وظل الأقباط والآراميون والعرب والأرمن محتفظين بلغاتهم الأصلية على الرغم من انتشار اليونانية واللاتينية في أوساطهم.

ومعظم الذين تكلموا اليونانية واللاتينية كانوا لا يزالون في عصر قسطنطين أميين لا تهزهم الفصحى. ولم يتعلم الفصحى من هاتين اللغتين إلا عدد قليل من الناس. وعني هؤلاء عناية خاصة بقواعد اللغة وبعلم المعاني والبيان وبذلوا قصارى جهدهم في حقل الخطابة. وكانت جامعة أثينة لا تزال تعنى بالفلسفة، وكانت الفلسفة الرائجة الأفلاطونية الجديدة القائلة بوحدة الوجود، أي: أن الله والكون واحدٌ وأن الكون المادي منبثقٌ من الله. وأول مَن قال بهذا النوع من التوحيد ووفق بينه وبين فلسفة أفلاطون نومانيوس1 الفيلسوف، وهو فيلسوفٌ سوريٌّ أبصر النور في أبامية في القرن الثاني بعد الميلاد وتلقى علومه الفلسفية في الإسكندرية ثم أقام في

أثينة مدة وعاد إلى أبامية يعلم ويرشد. ويرى رجال الاختصاص اليوم

  1. Numenius.
٧٠